يحكى انه في قديم الزمان كان رجل من محبي
الأسفار و الاستطلاع يجوب في أنحاء البلاد العربية وقد عرف هذا الأخير بخصاله
الحميدة و أمانته.. وفي يوم من الأيام مر هذا الرجل ببستان تفاح يجلب المار من
بعيد لكثرة الثمار و الرائحة الزكية فيه فدفعه جوعه إلى قطف تفاحة وبدا بأكلها حتى
أكمل نصفها فإذا بضميره يوقظه قائلا .“ ويحك هل سالت صاحبها ”
اخذ الرجل نصف التفاحة المتبقية و ذهب ليسال سكان تلك القرية عن صاحب هذا البستان ليستسمحه أو يدفع ثمن التفاحة المأكول نصفها وعندما
وصل وإذا ببيت صاحب البستان قصر فخم فبدا قلبه يخفق من شدة الخوف
طرق الرجل الباب ففتح له و استقبل كأنه ضيف ثم سأله صاحب البستان عن سبب
زيارته فاخرج الرجل نصف التفاحة من كيسه و حكى له قصته طالبا منه العفو أو تثمين
التفاحة ليصفي ذمته
نظر صاحب البستان للرجل مبتسما و قال له لن أسامحك حتى تدفع ثمن التفاحة
ورد عليه الأخير بأنه مستعد بدفع أي ثمن يطلبه
لكن طلب صاحب البستان كان صعبا و غريبا حيث انه طلب أن يزوجه بابنته
الخرساء و الطر شاء و العمياء وما كان على المسكين إلا القبول و الرضوخ تصفية لذمته
و بعد إقامة حفل الزفاف دخل الرجل على عروسه الخرساء و الطر شاء و العمياء وهو في قمة الحسرة
على حظه
اقترب من زوجته ورفع طرحتها فاندهش من شدة جمالها فصاح ما شاء الله سبحان
الخالق ليتك تسمعين و ترين جمالك يا امرأة فأجابته ضاحكة السلام عليك يا زوجي
العزيز فصاح ثانية ويكاد يغمى عليه و هل تسمعينني
فقالت بلى و هل ترينني فقالت طبعا فقال و ما بال أبيك يقول انك خرساء وطر
شاء وعمياء
فأجابته ا ن أباها ما قال ذلك كذبا و إنما كان يختبر أمانته و نزاهته و أن
قصده من قول العمياء أنها لا تنظر في ما حرم الله النظر إليه و الخرساء لأنها لا
تنطق بما حرم الله قوله أما الطر شاء لأنها لا تستمع إلى ما حرم الله سماعه
فسجد الرجل لله
و هو يحمده على نعمته وهو يبكي.. فليس الله بظلام للعبيد وإنما نحن لأنفسنا ظالمون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق